"يوم الطفل الفلسطيني".. ندبات في جسد نحيل عمرها 55 عامًا
"يوم الطفل الفلسطيني".. ندبات في جسد نحيل عمرها 55 عامًا
لا يشاركون في الحروب، لكنهم يقتلون في ساحاتها ويعتقلون في سجونها.. هكذا يعيش أطفال فلسطين على مدى أكثر من نصف قرن. بحسب خبراء تحدثوا لـ"جسور بوست".
والثلاثاء، أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية (رسمية)، في بيان، اعتقال إسرائيل نحو 50 ألف طفل منذ احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة في عام 1967.
يأتي ذلك بمناسبة يوم الطفل الفلسطيني، الموافق 5 أبريل من كل عام، والذي أعلنه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في عام 1995.
وأفاد التقرير بـ"اعتقال إسرائيل منذ عام 1967 ما يزيد عن 50 ألف طفل فلسطيني، ذكوراً وإناثاً".
وأوضح أن إسرائيل "لم تحترم القواعد النموذجية في معاملة الأطفال الفلسطينيين المحتجزين في مراكز الاعتقال والتوقيف".
ونقل التقرير عن عضو لجنة إدارة هيئة الأسرى والمحررين في قطاع غزة، عبد الناصر فروانة، قوله إن "إسرائيل تستهدف الأطفال أسوة بالكبار".
وأوضح "إسرائيل اعتقلت نحو 1300 طفل وطفلة خلال العام الماضي ، بزيادة تصل إلى نسبة 140 بالمئة عن العام السابق عليه".
وأضاف: "منذ مطلع العام الجاري 2022 جرى اعتقال أكثر من 200 طفل، بينهم 160 طفلا لا يزالوا قيد الاحتجاز في السجون والمعتقلات".
فيما أفاد نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي) في بيان منفصل، بـ"اعتقال أكثر من 9 آلاف طفل وطفلة منذ عام 2015، وحتّى نهاية مارس الماضي".
وأوضح البيان أن "الاعتقالات طالت أيضا قرابة 19 ألف طفل وطفلة (دون سن 18 عاما) منذ عام 2000 وحتى نهاية مارس الماضي".
ومنذ عام 2015، تزايد اعتقال الأطفال الفلسطينيين، بالتزامن مع إجراء تعديلات على قانون "الأحداث" الإسرائيلي، أبرزها تخفيض سن العقوبة للأطفال من 14 إلى 12 عامًا.
أعداد هائلة
بدوره قال سمير غطاس، رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية (غير حكومي، مقره القاهرة)، إن فلسطين تعد الدولة الأولى بالعالم في عدد الأطفال المعتقلين.
وأوضح غطاس لـ"جسور بوست" أن أعداد هائلة للأطفال من الجنسين يقبعون في سجون إسرائيل، دون الالتزام بأدنى معايير الحفاظ على السلامة النفسية والجسدية لهم".
وأضاف: "فلسطين أيضا تعد أول دولة بالعالم في عدد الأطفال القتلى بالمعارك، إذ قتل 41 طفلا خلال 11 يوما خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بين 10 و21 مايو 2021".
وتابع غطاس: "هناك عدد كبير جدا من الأطفال المحرومين من العلاج والتنقل خارج فلسطين، لا سيما المقيمين في قطاع غزة الواقع تحت الحصار".
وانتقد الخبير في الشؤون الفلسطينية، تجاهل المنظمات الأممية والدولية لمعاناة أطفال فلسطين المستمرة منذ نحو 55 عاما، رغم انتفاضتها تجاه معاناة أطفال أوكرانيا حاليا.
وفي 24 فبرايرالماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
ودعا سمير غطاس الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، إلى الالتزام بالموضوعية وعدم إزدواجية المعايير في التعامل مع الأطفال من ضحايا الحروب والنزاعات في العالم.
ومضى قائلا: "يجب أن ينتفض ضمير العالم تجاه الأطفال الضحايا من جميع الجنسيات، والطفل الفلسطيني يعيش مأساة عمرها أكثر من نصف قرن، والعالم يصم أذنيه ويغمض عينيه عنها".
اعتداءات مستمرة
و قالت مسؤولة اللجنة الثقافية في الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، صباح الخفش، إن معظم أطفال فلسطين يفقدون أرواحهم ومنازلهم وطفولتهم على وقع الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة.
وأضافت الخفش لـ"جسور بوست" أن يوم الطفل الفلسطيني يحل لتذكير العالم بأشكال المعاناة التي يتكبدها الأطفال وأسرهم في القدس والضفة المحتلة وقطاع غزة.
و دعت المنظمات الأممية والدولية إلى تكثيف برامج حماية الأطفال في فلسطين، كونهم الحلقة الأضعف في معادلة الصراع العربي الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وبحسب تقرير سابق لهيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، يتوزع الأطفال بين سجون "عوفر" و"مجدو" و"الدامون" الإسرائيلية، إضافة إلى مراكز التوقيف والتحقيق وعدة مراكز اجتماعية للأطفال دون سن ال12 عاما.
وعالميا، تحتفل الأمم المتحدة بيوم الطفل في 20 نوفمبر من كل عام، بهدف "تعزيز الترابط الدولي، والتوعية بين الأطفال في جميع أنحاء العالم، وتحسين رفاه الأطفال".